منوعات

لبنان والذكاء الاصطناعي: بين محاولات النهوض وعقبات الفساد

في لبنان التحديات السياسية والاقتصادية أمام تطور الذكاء الاصطناعي

لبنان بلد السياسات والتقسيمات و بلد تتنازع فيه الحقائب والأحزاب والطوائف إذ لا يخلو أي قطاع من التسييس والفساد فكل ملف في الدولة قد حكم عليه سابقاً بالمحسوبيات والفساد، و هذا البلد الذي يعاني فيه قطاع الانترنت و الاتصالات لا يزال يكافح محاولاً في مجال الذكاء الإصطناعي و إن كانت المحاولات والإمكانيات محدودة فكيف لدولة تواجه انهياراً اقتصادياً منذ العام 2019 و مع التدهور الكبير في عملتها الوطنية و خسائر القطاع المالي ان تهتم في مجال الذكاء الإصطناعي المتطور و كيف لدولة يتناحر سياسيوها على وزارة المال،  ان تتعامل مع وزارة جديدة و ميزانية .جديدة بعيداً عن التسييس والفساد

صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي يظهر فيها الذكاء الاصطناعي في العالم العربي
صورة مولدة بالذكاء الإصطناعي تشات جي بي تي

أين يقع لبنان بين الدول العربية: مؤشر الجهوزية للذكاء الاصطناعي

وفق ما ورد في “جريدة الأنباء “ان مؤشر الاستعداد للذكاء الاصطناعي للعام 2024، الصادر عن صندوق النقد الدولي، قد صنف لبنان في المرتبة 105 بين 174 بلداً حول العالم ، وفي المرتبة العاشرة بين 19 دولة عربية، كما أظهر المؤشر ان لدى لبنان مستوى جهوزية للذكاء الاصطناعي  أعلى من جهوزية مصر والجزائر وجيبوتي وسوريا والعراق واليمن وليبيا والسودان وموريتانيا بين الدول العربية.

وفي المقابل، تبرز دول الخليج وعلى رأسها الإمارات العربيّة المتحدة والمملكة العربيّة السعوديّة في السباق الى قيادة قطاع الذكاء الاصطناعي حول العالم وكشف تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” عن خطط الحكومة السعودية لإنشاء صندوق بقيمة 40 مليار دولار، لدعم الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، لتتجاوز بذلك المبالغ المعتادة التي تجمعها شركات رأس المال الاستثماري الأميركية، وستصبح ثاني أكبر مستثمر بالعالم في الشركات الناشئة

صورة تظهر لبنان في المستقبل
صورة مولدة بالذكاء الإصطناعي تشات جي بي تي

وزارة الذكاء الاصطناعي في لبنان: خطوة جريئة أم حبر على ورق؟

مع محاولات الدولة اللبنانية الدخول في ميادين الذكاء الإصطناعي ظهرت اولى المؤشرات عندما أعلنت الحكومة اللبنانية للمرة الأولى في لبنان عن وزارة تحمل في تسميتها عنوان “الذكاء الاصطناعي”، علماً أنه سبق إنشاء وزارة تعنى بتكنولوجيا المعلومات ، ما  يُعدّ مؤشراً مهماً ويمثل مواكبة للتطوّر الرقمي على مستوى العالم العربي و العالم ، و  تتمثل أهمية هذه الوزارة في تعزيز موقع لبنان ضمن خارطة التطور الرقمي، إذ يمكنها أن تؤدي دوراً محورياً في دفع عجلة الرقمنة في مختلف القطاعات، وتطوير البنية التحتية الرقمية، بالإضافة إلى تمكين مجالات حيوية مثل التعليم والصحة من الاستفادة من أحدث التقنيات العالمية.

الذكاء الاصطناعي في التعليم: هل تستطيع الجامعات اللبنانية قيادة التغيير؟

ذكر موقع “الصفا نيوز” ان لبنان لم يشهد تعديلاً للمناهج منذ العام 1997 ، وعلى الرغم من الحديث عن خطط لتعديل المناهج خلال 3 سنوات، لا تزال المخاوف من زجّ المناهج في “الخبصة السياسيّة” وعدم وجود توافق سياسي عليها قائمة ، اما من جهة أخرى وفي ما يخص الجامعات في لبنان، هناك جامعتان فقط تقدّمان تخصّص الذكاء الاصطناعي بينهما الجامعة الأميركيّة في بيروت و في المقابل أصدرت كلية الحقوق والعلوم السياسية والادارية في الجامعة اللبنانية، للمرة الأولى في لبنان، “إرشادات حوكمة وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي في لبنان”، تهدف هذه الارشادات كما ذكرت الجامعة إلى وضع مبادئ أخلاقية موحدة واطار تنظيمي للذكاء الاصطناعي الموثوق، وتقترح أفضل الممارسات للإستخدام المسؤول والآمن لهذه التكنولوجيا في لبنان، سعياً لحماية المستخدمين، والحفاظ على المعايير المجتمعية، وضمان الامتثال للقوانين المرعية الإجراء

تعتبر هذه الخطوة التي قامت بها كلية الحقوق والعلوم السياسية والادارية في الجامعة اللبنانية خطوة فريدة و هادفة و حجر أساس لوضع لبنان أكاديميا على طريق المناهج المتطورة  والعلوم الرائدة و الذكاء الاصطناعي فالجامعة اللبنانبة و بميزانيتها المحدودة و كونها الجامعة الحكومية الوحيدة في لبنان قد تستطيع تغذية كلياتها سيما العلمية والمعلوماتية والطبية والصحية لتجعل من القطاع التعليمي قطاعا رائداً و مواكباً للتطورات التكنولوجية العالمية

صورة تظهر مدارس لبنان في ظل الذكاء الاصطناعي
صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي تشات جي بي تي

لبنان والذكاء الاصطناعي في 2025: بداية التحول أم استمرار العوائق؟

في مطلع العام 2025 برهنت الدولة اللبنانية أن محاولاتها لوضع أساسيات الذكاء الإصطناعي كانت جديّة و يمكن ان تكون مجدية في حال تم العمل عليها بعيداً عن الفساد المستشري في الدولة و بعيداً عن كل انواع التسييس و تدنيس وزارة بهذا الثقل والحجم بقذارة الفساد والمحسوبيات والطائفية و التسييس فمن خلال الخطوة الكبيرة التي قامت بها الحكومة اللبنانية يمكننا القول ان لبنان بات ممكناً ان يدخل حيز التطور والرقمنة و يصبح على مستوى عالي من الجهوزية لاستخدامات الذكاء الإصطناعي كما و ان مؤشرات الذكاء الإصطناعي التي اصدرتها الجامعة اللبنانية هي ايضاً اولى بشائر التطور الأكاديمي الذي يجب ان يطرأ على قطاع التعليم في لبنان على أمل التحول الفعلي و المباشرة في جعل لبنان يستعيد جزء من عافيته عن طريق الذكاء الإصطناعي.

صورة يظهر فيها شكل لبنان في المستقبل
صورة مصممة بالذكاء الاصطناعي تشات جي بي تي

لقراءة المزيد للكاتبة اضغط هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى