منوعات

جيبلي: تريند جديد يجتاح الإنترنت

اجتاح الإنترنت تريند “جيبلي” خلال الأيام الماضية، الذي اعتمد على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحويل الصور الشخصية إلى أعمال فنية مستوحاة من أسلوب استوديو “جيبلي” الياباني، الذي يُعرف برسوماته السحرية والحيوية التي تميز أفلامه مثل “جاري توتورو” و”المخطوفة”.

ما هو استوديو “جيبلي”؟

يُعتبر استوديو “جيبلي” واحدًا من أشهر وأهم استوديوهات الرسوم المتحركة في العالم، والذي أسسه المخرج الشهير هاياو ميازاكي. تتميز أفلامه بالرسوم اليدوية التفصيلية والعوالم الخيالية التي تنبض بالحياة. ورغم مرور الزمن، لا يزال أسلوب “جيبلي” يحتفظ بجاذبيته الفائقة لجمهوره حول العالم.

ظهور التريند: كيف بدأ؟

بدأ التريند بشكل مفاجئ عندما قامت شركة OpenAI بإطلاق تحديث جديد يسمح للمستخدمين بتحويل صورهم الشخصية إلى أسلوب “جيبلي” باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. هذه الميزة التي أُعلن عنها على منصة “دالي” (DALL·E) لاقت تفاعلًا هائلًا بعد أن بدأ المستخدمون بتجربة تحويل صورهم ومشاركتها على منصات مثل تويتر وإنستغرام. بسرعة، انتشرت هذه الصور المعدلة بشكل واسع بين المتابعين، وبدأ الجميع يتسابق لتجربة هذه الميزة. ما بدأ كحيلة صغيرة بين بعض المبدعين، تحول إلى ظاهرة عالمية في فترة قصيرة.


سرعان ما لاقى التريند تفاعلاً إيجابيًا من المتابعين الذين أعربوا عن إعجابهم بالنتائج الجمالية التي حملتها الصور المحوّلة، وتحدثوا عن مدى سحرية وفنية هذه التقنية. ولكن في المقابل، أثار أيضًا نقاشات حول حقوق الملكية الفكرية، حيث تساءل البعض عن مدى قانونية استخدام أساليب فنية محمية بحقوق الطبع والنشر دون إذن.

التريند أصبح حديث الساعة

التريند لم يعد مقتصرًا على المستخدمين العاديين فقط، بل بدأ يظهر بشكل مهضوم وبأسلوب فكاهي من قبل الكثيرين، كما ظهرت شخصيات “باب الحارة” بأسلوب جيبلي، مما أضاف لمسة كوميدية لانتشار الميزة. التريند الآن أصبح جزءًا من ثقافة الإنترنت وبدأ يظهر بين الناس والمشاهير على حد سواء، ليكون حديث الساعة في مختلف منصات التواصل الاجتماعي.

https://twitter.com/WaadGraphic/status/1905471375604625725

https://www.instagram.com/p/DH1m_VBsexu/?igsh=NWl5bzV3d2FlaDc2

إجراءات جديدة بسبب الانتشار الواسع

أدى الانتشار الواسع لتحويل الصور إلى نمط جيبلي إلى جذب انتباه الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي” سام التمان، الذي قرر المشاركة في هذا الحدث من خلال تغيير صورة ملفه الشخصي إلى صورة مُعدلة بأسلوب جيبلي.

وفي ظل الشعبية الكبيرة التي حققها نموذج توليد الصور، علّق ألتمان عبر حسابه قائلاً: “من الرائع جدًا أن يستمتع الناس بميزة توليد الصور في (شات جي بي تي)، ولكن ذلك أدى إلى ضغط كبير على وحدات معالجة الرسومات لدينا. لذلك، سنضع بعض القيود على عدد الصور التي يمكن توليدها في اليوم ريثما نعمل على تحسين النظام. أتمنى ألا يطول الأمر، وسنسمح بإنشاء 3 صور يوميًا للمستخدمين المجانيين”.

https://twitter.com/sama/status/1905296867145154688?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1905296867145154688%7Ctwgr%5Eed11311e2a9511f661de09f9a0e90e800f8c03fd%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.aljazeera.net%2Ftech%2F2025%2F3%2F31%2Fd8b0d983d8a7d8a1-d8a7d8b5d8b7d986d8a7d8b9d98a-d98ad8b9d98ad8af-d8b1d8b3d985-d8a7d984d8b9d8a7d984d985-d8a7d984d8b3d8a7d8add8b1

من جهة أخرى، أفادت “أوبن إيه آي” في ورقة فنية بأن الأداة ستتبع نهجًا أكثر حذرًا في محاكاة أساليب الفنانين، مشيرة إلى أنها أضافت خاصية جديدة لضبط الطريقة التي يُحاكي بها المستخدم أسلوب فنان حي. ومع ذلك، أكدت الشركة في بيان لها أنها ستظل تسمح بتقليد بعض الأنماط الفنية المحددة.

كيفية تحويل الصور إلى أسلوب “جيبلي” باستخدام الذكاء الاصطناعي

الميزة التي لاقت رواجًا واسعًا على شات جي بي تي وأصبحت حديث الساعة، يمكن لأي شخص تجربتها بسهولة. كل ما يحتاجه المستخدم هو رفع صورته وكتابة طلب بسيط مثل: “حوّل هذه الصورة إلى نمط جيبلي”، ليقوم الذكاء الاصطناعي تلقائيًا بإعادة تشكيلها بأسلوب الرسوم المتحركة اليابانية.

بالإضافة إلى الأدوات الشهيرة مثل “شات جي بي تي”، هناك عدة تطبيقات أخرى بدأت تكتسب شهرة في هذا المجال، مثل “Waifu Labs” و”DeepArt”. هذه الأدوات توفر للمستخدمين خيارات متنوعة لتخصيص الصور وتحويلها إلى أسلوب فني يعكس تأثيرات مشابهة لتلك التي نراها في أفلام “جيبلي”.

التحديات والجدل: هل يُعتبر ذلك فنًا؟

مثل أي ظاهرة جديدة، أثار هذا التريند الكثير من الجدل بين الفنانين وعشاق الفن التقليدي. فبينما يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي يقدم فرصة رائعة للتعبير الفني وإبداع أساليب جديدة، يشعر آخرون أن محاكاة أعمال فنية مشهورة مثل “جيبلي” قد تتجاوز حدود الإبداع وتقترب من التكرار. بالإضافة إلى ذلك، هناك تساؤلات حول حقوق الطبع والنشر وحماية الأعمال الأصلية من الاستنساخ غير المرخص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى