تطبيقات

الذكاء الاصطناعي والإبتزاز : التحديات الأخلاقية والتهديدات المستقبلية

التّطوّر التكنولوجي وتحديداً الذكاء الاصطناعي، سيف ذو حدّين، إمّا يحسن الإنسان إستخدامه فيكون قيمة مضافة لتطوير المجتمع، وإمّا يستغلّه المستخدم لغايات ومنافعه شخصيّة، قد تكون ضحيّتها أي فئة أو فرد في المجتمع.

من أخطر مظاهر استخدام الذكاء الاصطناعي “الإبتزاز”،  الذي يحمل عدة مخاطر تهدد الأفراد والمجتمعات، والابتزاز هو تهديد شخص أو مجموعة بنشر معلومات حساسة أو ضارة عنهم  بهدف إجبارهم على تقديم خدمات أو أموال أو تلبية مطالب معينة. يتم غالبًا عبر الوسائل الرقمية مثل البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي، وقد يشمل التهديد بنشر صور أو فيديوهات خاصة أو معلومات سرية. ويُعدّ الإبتزاز جريمة خطيرة يمكن أن تؤدي إلى تأثيرات نفسية واجتماعية كبيرة على الضحايا، وتتطلب إجراءات قانونية صارمة للتصدي لها، ولكنها تصبح أكثر تعقيداً عندما تحصل عبر التكنولوجيا.

من أبرز مخاطر الإبتزاز عبر الذكاء الاصطناعي:

تركيب الصور والفيديوهات أو التلاعب بها: 

يمكن للذكاء الاصطناعي عبر تطبيقات مثل “DeepFake”  توليد صور وفيديوهات مزيفة، مما يؤدي إلى ابتزاز الأشخاص باستخدام محتوى مزور يشوه سمعتهم، مقابل مبالغ ماليّة أو طلب شخصي قد يكون لغاية جنسيّة، مادّيّة أو سياسيّة

استغلال المعلومات الشخصية:

  يمكن جمع وتحليل كميات ضخمة من البيانات الشخصية عن الأفراد، مما يتيح للمرتكبين تهديد الأشخاص بنشر معلومات حساسة أو محرجة، وقد شهدنا على أمثلة كهذه على أصعدة حكوميّة ودوليّة أحياناً أدّت إلى إصدار قرارات غير حكيمة او حتّى تغيير أنظمة وإستقالات.

الآثار الاجتماعية والنفسية:

 يلجأ الأشخاص أحياناً إلى الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوكياتهم  واهتماماتهم عبر الإنترنت، مما يتيح للمتسللين خلق رسائل موجهة ومدروسة نفسيًا لابتزاز الأفراد بشكل أكثر فعالية، ونشر المعلومات المغلوطة لعزل الشخص المعني وتخويفه.

الأتمتة والتوسع :

باستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن إجراء حملات ابتزاز آلية وواسعة النطاق، مما يجعل من الصعب على الضحايا التعرف على المعتدين أو مقاومة الهجمات.

https://www.facebook.com/share/v/16DtaVvSdp/?mibextid=D5vuiz

الإبتزاز يمكن أن يترك تأثيرات خطيرة على الضحية على الصعيدين النفسي والاجتماعي، كالقلق حيث تشعر الضحية بمستوى عالٍ من التوتر والخوف من أن يتم نشر المعلومات أو الصور المهددة، التأثير على السمعة أو الإنعزال الإجتماعي حين تتجنب الضحية التفاعل مع الآخرين خوفًا من تعرضها للعار أو الفضح، مما يؤدي إلى الشعور بالوحدة والعزلة.

و يجدر ذكر التأثير المالي أيضاً، إذ في بعض الحالات، قد تُجبر الضحية على دفع أموال أو تقديم خدمات لتجنب تهديدات الابتزاز، مما يؤدي إلى خسائر مالية قد تكون كبيرة.

أخيراً الإبتزاز قد بتسبّب بمشاكل صحية عندما تتعرض الضحية لضغوط مستمرة قد تؤدي إلى مشاكل صحية مثل الأرق، الاكتئاب، واضطرابات في تناول الطعام أو التفكير.

تستدعي هذه المخاطر اتخاذ تدابير وقائية، مثل زيادة الوعي الأمني الرقمي، تطوير قوانين واضحة لمكافحة الابتزاز الإلكتروني، وتعزيز التعاون بين الحكومات والشركات لمكافحة هذه الأنشطة.

لقراءة المزيد للكاتب اضغط هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى