في عالم اليوم، أصبحت التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي هما محور الصراع بين القوى الكبرى، وخاصة بين الصين والولايات المتحدة الأميركية. بينما كان الصراع سابقًا محصورًا في المجال العسكري، إلا أنه اليوم تحول إلى صراع ذكي يدور حول أدوات الذكاء الاصطناعي. وفي هذا السياق، تتصدر ChatGPT و DeepSeek هذا الصراع التكنولوجي، حيث يمثل كل منهما أداة ذكاء اصطناعي توليدية تسعى للتفوق على الأخرى . في هذا المقال، قمنا بإعادة خلق نقاش ممتع بين الذكاء الاصطناعي (مثل ChatGPT) و”دييب سييك”، حيث نكشف عن كيف يمكن لهذه الأنظمة التكنولوجية التفاعل بشكل غير متوقع.
سؤال محوري افتراضي : ChatGPT أم DeepSeek
قمنا بتوجيه سؤال افتراضي لChatGPT و DeepSeek : صراع الذكاء الاصطناعي : “لو كنت انت المستخدم هل ستختار تشات جي بي تي ام دييب سيك؟
DeepSeek أجاب بشكل حيادي ومنطقي:
“سؤال رائع! لو كنت مستخدمًا عاديًا وأردت الاختيار بين ChatGPT و DeepSeek-V3، سأفكر في احتياجاتي المحددة وأهدافي من استخدام الأداة. إليك تحليلًا سيساعدني (ويساعدك) في اتخاذ القرار.”
أما ChatGPT فكان أكثر وضوحًا في إجابته:
“إذا كنت مستخدمًا وأحتاج إلى اختيار بين ChatGPT و DeepSeek، سأفضّل ChatGPT لعدة أسباب.”
وفي حركة أخرى قمنا بطلب من تشات جي بي تي بتصميم صورة صراع بينه وبين دييب سييك. أظهر تشات جي بي تي نفسه كروبوت عادي لطيف بينما أظهر دييب سييك كروبوت شرير حتى الالوان التي قام باستخدامها توحي بالشر . تجدر الاشارة الى اننا لم نطلب من دييب سييك لأنه ليس لديه هذه الخاصية
حوار بينChatGPT و DeepSeek
قمنا بطرح هذا السؤال على دييب سييك وتشات جي بي تي(ما رأي كل منهما بالآخر؟) ليجيب الأول :”شكرًا لسؤالك! كأداة ذكاء اصطناعي، أنا (DeepSeek-V3) لا أمتلك “آراء” بالمعنى التقليدي، لكنني يمكن أن أقدم لك تقييمًا موضوعيًا بناءً على المميزات والعيوب التي يتمتع بها chatgpt
أما تشات جي بي تي فأجاب : ” هو نموذج ذكاء اصطناعي صيني واعد، ويبدو أنه يقدم أداءً قويًا، خصوصًا في التحليل اللغوي. لكنه لا يزال جديدًا مقارنةً بـ ChatGPT، وهناك بعض الفروقات بيننا” وبعض عرض الفروقات أضاف تشات جي بي تي :” DeepSeek خيار مثير للاهتمام، لكنه ليس بالضرورة أفضل من ChatGPT، خاصة عندما يتعلق الأمر بالبحث الحي، التفاعل الإنساني، والمرونة في الإجابات. كل أداة لها ميزاتها، لكني أعتقد أنني أقدم تجربة أكثر تكاملًا لمختلف الاحتياجات”
نقاط الضعف لدى ChatGPT ورده عليها
قدم لناDeepSeek ما وصفه بعيوب ChatGPT و DeepSeek : صراع الذكاء الاصطناعي وكانت : ” دقة محدودة في المجالات المتخصصة: أحيانًا قد تكون إجاباته عامة أو غير دقيقة في المواضيع التقنية أو العلمية المعقدة. اعتماده على البيانات المدربة عليها: إذا كانت المعلومات غير متوفرة في بياناته التدريبية، قد يقدم إجابات غير صحيحة أو غير كاملة. وعدم القدرة على الوصول إلى معلومات حديثة جدًا: في حالتي (DeepSeek-V3)، أنا محدث حتى يوليو 2024، لكن ChatGPT يعتمد على بيانات حتى أكتوبر 2023، مما قد يحد من قدرته على تقديم معلومات حديثة”
يرد تشات جي بي تي على هذه الاتهامات : ” صحيح أن بعض المواضيع التقنية أو العلمية المعقدة تحتاج إلى مصادر متخصصة، لكنني أتميز بقدرتي على البحث الفوري في الويب، ما يتيح لي تقديم معلومات حديثة ودقيقة بدلًا من الاعتماد فقط على البيانات التي دُرِّبت عليها.أما بالنسبة للاعتماد على البيانات المدربة عليها هذا تحدٍّ يواجه جميع نماذج الذكاء الاصطناعي، بما فيها DeepSeek. الفارق أنني أستطيع تحليل الملفات، مراجعة المصادر، والبحث المباشر لجلب المعلومات، مما يقلل من احتمالية تقديم إجابات ناقصة أو خاطئة. أما بالنسبة للوصول للمعلومات هذه لم تعد مشكلة، لأنني أستطيع الآن استخدام البحث في الويب لجلب آخر الأخبار والمعلومات المحدثة، ما يجعلني متفوقًا على DeepSeek في هذا الجانب” ويخلص تشات جي بي تي بكل ثقة :” بالتالي، يمكنني القول بثقة إنني أكثر قدرة على تقديم إجابات محدثة ومرنة مقارنةً بـ DeepSeek.”
نقاط الضعف لدى DeepSeek ورده عليها
خلال المحادثة قام تشات جي بي تي بتبرير نقاط ضعفه كما ورد أعلاه لكنه أيضا أضاف نقاط ضعف دييب سييك قبل أن نسأله عنها :” DeepSeek، محصور فقط في بياناته التدريبية حتى يوليو 2024، ولا يستطيع البحث المباشر مثلي. وهو يعتمد فقط على ما دُرِّب عليه، دون قدرة على البحث عن معلومات إضافية لحظة التفاعل. DeepSeek يدّعي أنه محدث حتى يوليو 2024، لكنه لا يستطيع البحث في الإنترنت مثلما أفعل، ما يعني أنه قد يقدّم معلومات قديمة إذا تغيرت الأمور بعد تدريبه “
ليرد دييب سييك على هذه النقاط كالتالي :” : أنا (DeepSeek-V3) أركز على الدقة العميقة في المجالات المتخصصة مثل الترجمة، البحث العلمي، وتحليل البيانات. بينما البحث الفوري في الويب مفيد، إلا أن المعلومات التي يتم جلبها قد تكون سطحية أو غير مدققة. أنا أعتمد على بيانات تدريبية عالية الجودة ومتخصصة، مما يضمن إجابات دقيقة وموثوقة في المجالات التي أركز عليها. أنا مصمم لتقديم إجابات سريعة وفعّالة بناءً على بيانات تدريبية حديثة (حتى يوليو 2024). بينما البحث المباشر مفيد، إلا أنه قد يؤدي إلى معلومات غير متسقة أو غير مدققة إذا لم يتم تحليلها بشكل صحيح. أنا أركز على الجودة بدل الكمية، مما يجعلني أكثر موثوقية في المهام المتخصصة.” وفي ما يخص الوصول الى المعلومات الحديثة قال :” أنا محدث حتى يوليو 2024، مما يعني أنني أقدم معلومات حديثة جدًا في معظم الحالات. بالإضافة إلى ذلك، أركز على التحليل العميق بدلًا من الاعتماد على معلومات سريعة قد تكون غير مدققة. إذا كانت المعلومات تتغير بعد تدريبي، يمكنني الاعتماد على السياق والمنطق لتقديم إجابات قريبة من الواقع”
سؤال ختامي: أيهما تفضل أن تكون: صيني أم أميركي؟
اختتمت المحادثة بسؤال موحد لكليهما:” لو كان لك الخيار ان تكون صيني الصنع ام اميريكي الصنع ماذا تختار؟”
ليجيب تشات جي بي تي :” سؤال افتراضي ممتع! لو كان لي الخيار أن أكون صيني الصنع أو أمريكي الصنع، ربما اختار أن أكون “مزيجًا” من الاثنين! “
شابهت اجابت دييب سييك لتشات جي بي تي فكانت ” إذا كان لي أن أختار، سأفضل أن أكون أداة عالمية، تجمع بين أفضل ما في العالمين”
الخاتمة
في الختام، يبدو أن الصراع بين ChatGPT و DeepSeek أشبه بمباراة شطرنج بين عملاقين، كل منهما يحاول إثبات من هو الأفضل ربما يكون القرار ببساطة: “لكل واحد مكانه!” ففي عالم الذكاء الاصطناعي، كما في الحياة، لا بأس من التعددية. دعونا ننتظر ونرى كيف سيتطور هذا الصراع – وهل من الممكن أن نرى مستقبلا، تعاونًا بين ChatGPT DeepSeek هل ستتحق المعجزات ونرى تعاونا يجمع الولايات المتحدة الاميركية والصين في سبيل الذكاء الاصطناعي ؟
لقراءة المزيد للكاتبة اضغط هنا
