هل يقضي الذكاء الاصطناعي على مهندسي الديكور؟

محمد مصطفى
اكتسح الذكاء الاصطناعي حياة الناس جميعاً، ودخل في تفاصيلها، والبعض يعتبره تطفلاً على الكثير من الأعمال والوظائف، وأصبح يشكل خطراً على بعضها، فيما يساعد آخرين ويفيدهم في أعمالهم، ويُعد عنصراً أساسياً لهم.
من جهة أخرى، اعتمد عليه كثيرون من الناس للحصول على مبتغاهم، واختصار الطريق أحياناً، وعدم الاستعانة بخبراء أو أصحاب الأعمال التي يريدونها، ومن ضمن هذه الأعمال الديكور. اذ أصبح الذكاء الاصطناعي أداة أساسية ومهمة في الحصول على تصاميم عدة، واعتمد عليه عدد من المهندسين أيضاً في أعماله، فقدم حلولاً وأفكاراً وتصاميم تعد مميزة ومبتكرة للزبائن.
إلى جانب ذلك، كان له دور أساسي في تحليل المساحات، اقتراح الألوان، تنسيق الأثاث، واعطاء تصورات ثلاثية الأبعاد للتصميم قبل تنفيذه، وتلعب الخوارزميات دوراً مهماً في إعطاء الزبائن أو المستخدمين ما يريدونه أو يطلبونه، وفق المعلومات التي يقومون بإدخالها، وهو ما يساعد المهندس على اختصار الوقت والتعب والجهد. لذلك أصبح بالامكان اعتبار الذكاء الاصطناعي شريكاً مبدعاً في عمليات التصميم بالأفكار والمساعدة التي يقدمها بشكل سريع ودقيق.
جدول المحتوى

بريدي: الذكاء الاصطناعي يؤثر سلباً على عمل المهندس
وفي حديث مع موقع “إدراك” يقول مارك بريدي مهندس ديكور: “مما لا شك فيه أن الذكاء الاصطناعي يؤثر سلباً على عمل مهندس الديكور، وفي أماكن أخرى يؤثر إيجاباً”.
وعن عمله، يشير بريدي الى أنه لم يؤثر بشكل كلّي، لكن مع التطورات والتحديثات التي حصلت في الذكاء الاصطناعي، من الممكن أن يحل مكان المهندس بعد فترة بعيدة، لكنه يستبعد ذلك، لأن للمهندس ذوقاً معيناً، “فعند الجلوس مع الزبون نسأله عن الكثير من الأمور لنتعرف الى ذوقه ورغباته لتكوين الفكرة اللازمة أو المطلوبة”.
وعن استعماله، يوضح بريدي لـ”إدراك” أنه يستخدمه بحدود معينة، في كتابة البريد الالكتروني مثلاً، واستيحاء تصاميم لوجود أذواق كثيرة، معتبراً أنه “من ناحية يؤثر إيجاباً، لكن أن يحل مكان المهندسين الى الآن مستبعد، وربما مع الوقت بالتوازي مع بقية القطاعات والمجالات، خصوصاً مع تطور الانترنت، ودخوله في مجالات مكان الانسان”.
ويؤكد أن “هناك الكثير من التفاصيل في العمل وفي المنزل مثلاً، عندما يعطينا الذكاء الاصطناعي صورة، كيف يمكن تقسيم المنزل، أحياناً يكون الواقع مغايراً للصورة، ففي بعض الأحيان النتيجة لا تكون منطقية أو واقعية، وهذه لا تؤثر على عمل الانسان أو مهندس الديكور”.

فواز: هو مجرد مساعد أو معاون وعملنا قائم على الابداع والفن
في المقابل، يقول محمد فواز، مهندس ديكور آخر لـ”إدراك” إنه يستخدم الذكاء الاصطناعي للمساعدة أو إضافة الابداع الى العمل الذي يقوم به، “وتعتبر مساعد لعملنا وتصاميمنا، ويساعدنا في تحسينه وتسريعه، ومن خلاله يمكننا فهم ما يريده الزبون بشكل أدق أحياناً وبشكل اسرع، من خلال وضع تصاميم عدة، أي أنه وفر علينا الوقت والجهد”.
ويضيف: “لكن الذكاء الاصطناعي في الوقت نفسه لا يزال في مراحله الأولى، أي أنه لم يكتمل بعد، ليحل مكان المهندس، لذلك فهو غير قادر على أن يكون بديلاً عنه أو عن شركات تصميم الديكور، فهو مجرد مساعد أو معاون، وعملنا قائم على الابداع والفن، ونظرتنا دائماً تختلف عنه، وتكون أكثر دقة نظراً الى طريقة تواصلنا وتعاطينا مع الزبائن”.
ويتابع فواز لـ”إدراك”: “ان مهندس الديكور شخص يتمتع بمشاعر وأحاسيس ونظرة واسعة تسمح له باختيار ما يريده الزبون بشكل دقيق أكثر”.
إذاً، بالرغم من التطور الذي يعيشه الذكاء الاصطناعي الآن، وما يمثله من مستقبل واعد في مجال الديكور، بفضل تصميماته وتحليلاته، الا أنه على الأقل في القريب العاجل، لن يؤثر سلباً على عمل مهندسي الديكور، فهو اليوم مجرد مساعد ومعاون لهم، فالديكور والذكاء الاصطناعي، يندمجان في بعض الأحيان، ليقدموا تصاميم من وحي الخيال. ولكن في حال تطور أكثر، وأصبح “مشبعاً” بالمعلومات والتوجيهات اللازمة، من الممكن أن يؤثر بشكل كبير سلباً على عمل مهندسي الديكور، وربما في المستقبل يصبح بديلاً عنهم، لأنه أصبح ثورة في مختلف القطاعات التي يدخلها.
ويتم بذلك، القضاء على هذه الوظيفة، ليحل الذكاء الاصطناعي، مكان البشر فيها، لذلك يجب أن يكون العمل على التوفيق بين الطرفين، أي أن يكمل الذكاء الاصطناعي، عمل المهندس، فبذلك لا يضره، ولا يقضي على هذه الوظيفة مستقبلاً.
تعليق واحد